الجمعة، 21 أكتوبر 2016

اوراد كتاب كليلة ودمنة لأبن المقفع

كتاب كليلة ودمنة
الورد الأول 13 - 20
الأفضل للعالم أن يعلم نفسه ويعضها قبل أن يعلّم أو أن يعمل للناس، ولا يكن كالبصير الذي قاد الأعمى فوقعا كليهما في الحفرة.
عندما نطلق الضوء في اتجاه السماء لا نحصل على إضاءة؛ لأن الضوء ينطلق بدون حدود أو هدف محدد ليقف عنده. كذلك السائر بدون غاية مثله كذلك الضوء المفتوح في الفضاء قد يهلك ولا يدرك شيء.
صاحب التفكير السليم لا يتأسف على الأشياء التي لم يدركها وهو يعلم أنه لا قدرة له على إدراكها، ولكن حري به أن يسعى ويعمل لتحقيق ما هو مقدّر له.
الكتب باب لطلب العلم، والعلم يحتاج إلى تفهم وعمل به، فإذا كنت تقرأ الكتب ولا تفهم منها فلا فائدة ترجى، وإذا كنت تحمل العلم ولا تعمل به فلا فرق بين الجاهل والعالم في هذه الحالة.
العفو عند الكرام مرجو دائما، كلنا نخطئ ولكن يكون الخطأ بدرجات فإذا كان الله يغفر لمن يخطأ - هما عدا الشرك حسب علمي - فلماذا لا تعفو عن الناس وتغفر لهم ما دام هناك مجال للمسامحة.
الورد الثاني 20 - 30
العلم الذي تكسبه ما الفائدة منه إذا لم تستخدمه وتعلمه للناس، فالذي يمتلك العلم ولا يظهره أو يشارك ما يعلم الناس فما الفرق بينه وبين الجاهل
كثيراً ما نشاهد مواقف وتمر بنا لحظات منها ما هو مضحك، حتى المضحك الذي يمر بنا فيه عبرة وهذا حال الكتب التي نقرؤها بل حتى في المواضيع الأخرى غير الضحك والتسلية، دائماً خلف كل شيء شيءٌ آخر، لذا إذا أردنا أن نحيز منها الحكمة فلنتدبرها وإلا فسيكون حالنا كحال الذي أصاب ارضاً طيبة وعندما جاء وقت الحصاد أنشغل باقتطاف الورود وإزالة الأشواك، فلا نهمل حصاد المعرفة بالانشغال بقطف الضحك والهزل والمتعة الزائلة.
الجميع يمتلك في هذه الحياة شيء من المعرفة مهما قل، وجميعنا نرى الأمور من زوايا مختلفة وقد لا نستطيع أن ندرك جميع الزوايا بل على الأغلب لن ندركها، وهنا يأتي دور المشورة، فالحكيم من استشار الناس ليشاركهم عقولهم، وليرى الجوانب التي لم يستطع أن يراها.
العقل جوهرة وقوة لا مثيل لها، لا تستطيع أي قوة أن تقف بوجه قوة العقل،  فدائماً عندما تريد أن تخوض في أمرٍ ما استخدم تلك القوة، قوة التفكير والحيلة، فحتى الجيوش العظيمة لا تصمد أمام قوة العقل وحكمه. وخير مثال على ذلك قصة الحمامة والفيل

الورد الثالث 30-40
السُكوتُ يُنجي مِنْ تهلُكةِ الكلام، والكلام بعد الإذن موجب للسَماع، والنُصُحُ للناسِ يُورِثُ الأخلاقَ بينها،  والمَدْحُ قبلَ الطلبِ مِنْ مُوجباتِ قَبولِ العَرْض.

الورد الرابع 40 - 50
المشورة بمحكمة مطلوبة، لكن أحياناً كثرة الرأي تؤدي إلى نتائج عكسية فيتشتت الأمر الذي دارت عليه المشورة.
طلب العلم والحكمة يستحق أن يُبذل فيه كل شيء، والأمر أن في زماننا هذا العلم متاح للجميع ولكن قَلّ طالبه، واللبيب الذي إغترف منه فملأ دلوه منه
الورد السادس 60 -  70
اغلب كلام الناس - من المدح والافتخار - لا واقع له.
حتى عندما لا تؤمن بدين معين أو مذهب معين، اطلب ما ترتضيه أو ما أجمعت عليه الأديان من أخلاق وقيم على اختلافها فالحق ليس متخفي.
الناس تعمل وتكد لأربعة؛ المال، ام الذكر، ام اللذات، ام الآخرة، فاختر لنفسك شيئاً جيداً منها.
الشك والتردد غالباً لا تغني من شيء، فإذا وجت ما تطلب فلا داعي لأن تبحث عن الأشياء الصغيرة والتي ربما تكون نهاية لمسيرتك
الورد السابع 70 - 85
الإنسان مهما مر بظروف صعبة يبقى لديه شيئاً جميلاً ليقدمه للناس، وأفضل ما يقدمه ما كان خالصاً من الرياء والسمعة وما كان خالصاً لله تعالى.
الحياة مهما كانت ملذاتها كبيرة وكثيرة سيأتي يوم ونتركها كلها، فالأولى النظر إلى الحياة من باب أنها زائلة.
ما الفائدة من حياة تقودك، نحن كبشر يجب أن يكون لنا في الحياة شأن، نقدم فيها شيئاً مهما كان صغير لكن المهم أن يكون إيجابياً.
من نظر إلى الأمور من منظور ما تُخلف من عواقب قلت كثيراً بوائقه.
الورد الثامن 83 - 95
شؤون الآخرين مالم تكن تؤثر على الغير أو على المجتمع أو تكون فيها مضرة فالأولى أن تترك لأصحابها، وإلاّ فالتدخل في ما لا يعنيك؛ سمعت ما لا يرضيك.
أن كنت ذا رأي فكن ذو عزيمةٍ **** فإنّ فساد الرأي أن تترددا. إذا كنت ذا رأي سديد وصاحب مشورة فلا توقفه عندك، فما الفائدة من ذاك أن ظل مكتوماً عندك. نعم نحتاج أن نخاطر غالباً بالخروج من منطقة الراحة كي نصيب قدراً من الحظ، فمن هاب أن يطرح أو يفعل ما يريد مخافة فشلٍ أو انتقادٍ كان كمن
الورد التاسع 94 - 104
غالباً ما نكون نحن السبب في مشاكلنا ولكن الواسطة تكون الآخرين، فمن تتبع خطواته التي تسبق المشكلة ستكتشف انه هو من أرود تلك المشكلات لنفسه.
الورد العاشر 105-115
الركون إلى قول الناس على أناس آخرين حتى وإن كان الناقل موثوق فهذا كالإتكاء على حائط خاوي نعلم به، وحتى لو صدق الناقل؛ فربما نظر بمنظوره الخاص والمعلوم أن لكلٍ منا منظوره الخاص.
مرافقة الحاكم وان كان حاكماً صالحاً؛ فإنّ الوزراء والحاشية ليسوا كولهم منزهين من الحسد والغيرة، واشية كاذبة من أحدهم تكفي للهلاك. فالأولى ترك مرافقة السلطان إلا لأمرٍ مستلزم تلك الصحبة.
الورد الحادي عشر 116 - 126
آخر الحيل القتال؛ العاقل والذي يهتم بمصلحة الجميع لا يركن إلى الخصومة والقتال - ليس بالمعنى الاصطلاحي وإنما المجاني -  إلا بعد أن يستنفذ جميع الوسائل الأخرى، فالخصومة والعنف حتى وإن جلب لك ما تريد فله آثار سلبية على الطرفين والعاقل الحكيم دائما ما يخرج بأقل الخسائر في جميع المستويات.
في الحياة نواجهه خصوم كثيرون، سواء كانوا في العمل أو أي مجال آخر، والعاقل الحكيم لا يستخف في خصمه وإلا كان مثله كمثل الأرنب والسلحفاة عندما تسابقا.
الورد الثاني عشر 128 - 138
قيل أن فساد عامة الأشياء في إثنين؛ الأول: إفشاء السر. والثاني وهو الأهم: ترك عقوبة من يستوجب العقوبة، وهذا وبالرغم من كثرة نتائجه السلبية على المجتمع فإنها منافية للعدالة، وقد دلت الآية الكريمة "ولكم في القصاص حياة"، فالقصاص من أصحاب الأفعال التي تستوجب العقوبة يقلل بشكلٍ واضح من تلك الأفعال لوجود رادع عليها، وهذا الأمر بالتالي ينعكس على المجتمع بالإيجاب، وأما ما يحصل الآن في غالبية مجتمعنا العربي هو ترك عقوبات الأفعال التي تستوجب العقوبة مما أدى إلى انتشار الفوضى، والأكبر من هذا هو معاقبة الشخص الذي يفعل تلك الأمور عن حاجة وإهمال المسؤولين وترك الأشخاص الذين يملكون نفوذاً وهذا ما عبر عنه حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال ما معناه (إنما هلك الذين من قبلكم انهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد).
الورد الثالث عشر 139 - 148 :
لماذا نذم عيوب الآخرين ولدينا ربما أكبر وأكثر منها. مع الأسف ظاهرة منتشرة في مجتمعنا العربي وهي أن نذكر عيوب الآخرين ونحن عندنا تلك العيوب وربما أكثر، والأكبر من هذا هو أن نطلب منهم أن يحسنوا من أنفسهم ونحن لا نحرك ساكناً تجاه عيوبنا، وهذا قد ولد فوضوية وظاهرة عدم تقويم الذات والعمل والسعي لتقويم الآخرين، وهذا ما ذكرته الآية الكريمة (ويأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم).
الورد الرابع عشر 149 - 159
الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن - الإمام علي عليه السلام -. المال هو الذي يرفع الإنسان في هذه الحياة وخصوصاً في زماننا هذا، فنرى صاحب المال في هذا الزمان حتى وإن كان على خطأ فهو على صواب وهذا متناقض، لذا وجب على كل واحد فينا ان يوفر له مصدر رزق يحفظ فيه كرامته.
خير الأصحاب الإخوان، وخير الإخوان الصالحين، وخير الصالحين المؤمنين، فالصاحب الصالح المؤمن إن أحبك احسن إليك، وإن لم يُحبك لن يسيئ إليك.
الورد الخامس عشر 160 - 182
خير الرأي المأخوذ بعد مشاورة ذوي الرأي والفطنة.
الورد السابع عشر 189 - 200
لا يأمن المرء، الذي صنع لأخيه فخاً، أن يقع فيه. ومن لم تحمله حسن الصحبة للأحسان لصاحبه فقد أضاع الكثير من الخير فالصحبة خير ومن اضاعها فقد أضاع الخير
لا يجب أن نبني نتائج على الظروف المحيطة والمتوفرة ونجلس نتنبأ بنتائجها، فالظروف تتغير والا سيصيبنا مثل ما أصاب الرجل الذي نظر لنفسه بعد خمس سنوات كيف يصبح حاله، وهو يمتلك جره عسل فما أن قام حتى وكزها بعصى بيده وانسكبت فطار تخطيط خمس سنوات هباء، فلو ذهب وباع العسل لربما استطاع أن يحقق ما يريد.
الورد الثامن عشر 201 - 215
مشاورة الناس سلاح ذو حدين؛ فربما يشير عليك، من في قلبه حسد أو عداوة مضمرة، على أمرٍ فيه شرٌ لك، فالينظر المرء من يشاور.
الغضب وحكم العقل السليم لا يجتمعان في وقتٍ واحد، وحتى وإن حكمنا فالننظر إلى حكمنا في ساعة زوال الغضب وغالباً سنراه غير صواب، ولا نستحِ من أن نعتذر ونصحح حكمنا.
لا تضع نفسك في موقف تتمنى انت لم تصدر حكماً فيه
الورد التاسع عشر 218 - 228
مشاورة ذو الحكمة منجية من مهالك عواقب الأمور.
الإنسان مهما فعلت به الظروف فله القدرة على أن يحتال لنفسه بمخرجٍ كما أشار مثل ملك الجرذان والوزير
الورد العشرون 229 - 240
الخصم أو العدو إن كان الصلح معه والود له في فترة معينة ينجي من تهلكة أو دافع عن النفس ضر فالعاقل مائل لصداقة العدو مع الحذر من البطش والغدر، فإذا وجدت منفعة تجمع لهما فالأولى الصلح وإلا فالهلاك مصير الشخص.
صاحب الثأر غير مأمون مالم يكن لك حيلة تقوى عليها فكما ذكر المثل المضروب فالثأر وان خمد مثله كالحطب أن تجمع ما إن تتوفر له مر من نار وتراه قد شب ناره وهكذا الثأر.
الورد الحادي والعشرون 240 - 254
من يحكم على الناس في ساعة غضب، هذا أمرٌ متفقٌ عليه أنه غير صواب، ولعل تدارك هذا الخطأ بالنظر والتحري عن أمرِ الناس في ساعة زوال الغضب وعندها ستتضح الحقائق. والأحمق هو الذي يعقب خطئه بخطأٍ آخر.
الورد الثاني والعشرون 255 - 265
استغلال ما في متناول اليد وتنميته خير من النظر إلى ما في يد الآخرين، لكن هذا لا يمنع من الطموح للحصول على الأفضل، وإنما الشيء الغير محمود هو ترك الأصل في مقابل شيء آخر يؤدي إلى فساد الأصل.
فعل الخير مطلوب للجميع ولكن لكل واحد حسب ما يستحق، فإخراج لصٍ سرق لسد جوع بطنه من السجن يستحق ولكن إخراج لصٍ سرق لطمعٍ فلا.
الورد الثالث والعشرون 266 - 276 نهاية الكتاب
لا تكن المنقذ لغيرك وتعجز عن دفع الخطر عنك.
العمل والحيلة والاجتهاد لطلب الرزق مطلوبة لكن يبقى القضاء والقدر هو الحاكم، بل هناك علاقة بينهم القضاء والقدر لا يبخس حق المجتهد في طلب رزقه لكن أحياناً نخطئ في طريق طلب الرزق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014